كلمة “فأسقيناكموه” هي أطول كلمة في القرآن، يا ترى كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتعرف عليها؟
فلنعلم أن اللغة العربية هي سادس أصعب لغة في العالم، ولنتعرف ما هي أهم التحديات التي يواجهها أغلب المختصين في الذكاء الاصطناعي:
١. قلة الموارد والبيانات العربية
هناك نقص كبير في الموارد والبيانات العربية المتاحة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، كما أن الباحثين يعانون من نقص النماذج المدربة في اللغة العربية. فعلى سبيل المثال، قد يتطلب تدريب نموذج على اللغة العربية تحويل البيانات الصوتية إلى نصوص مكتوبة باللغة الإنجليزية، كنطق كلمة Ana ashrab alqahwah (أنا أشرب القهوة) مثلا، لتصبح البيانات صوتية.
٢. تنوع اللهجات وحجم اللغة العربية
تتميز اللغة العربية بتنوع اللهجات، حيث توجد حوالي اثنتان وستون لهجة في الجزيرة العربية وحوالي عشرون لهجة سعودية فقط. هذا التنوع سبب في تعقيد المهمة وزيادة مفردات اللغة العربية وتركيباتها، مما يزيد الحاجة إلى جهود إضافية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على التعامل مع هذا التنوع.
٣. التركيبات النحوية
تحتوي اللغة العربية على تركيبات نحوية معقدة، وهذا يشكل تحديًا في تقسيم الكلمات والعبارات وفهمها بشكل صحيح. على سبيل المثال، كلمة “فأسقيناكموه” تحتاج إلى معرفة كيفية تقسيمها وإعادتها إلى أصلها دون المساس بالمعنى أو تحريفها.
٤. الخطوط العربية
تحتوي اللغة العربية على ستة خطوط أساسية، ويعد تصميم خطوط جديدة للتعامل مع النصوص العربية بشكل صحيح تحديًا آخر، فمثلًا خط الثلث يعد أحد أصعب الخطوط العربية، وتوليد نص بناء على شكل الخط يتطلب جهودًا إضافية، على عكس توليده كصورة مثلا.
٥. استخدام القرآن الكريم
يعتبر القرآن الكريم أكبر مصدر للغة العربية، ولكن يصعب في بعض الأحيان استخدامه في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي لتجنب تحريف المعنى. هناك بعض النماذج التي تم تدريبها على القرآن الكريم، ولكن لم تزل هناك حاجة للمزيد من الجهود في هذا المجال.
٦. الكتابة من اليمين إلى اليسار
تكتب اللغة العربية من اليمين إلى اليسار، وهذا يشكل تحديًا في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي القادرة على فهم والتعامل مع هذا النوع من اللغات، مع أن هناك بعض النماذج التي تم تدريبها على الكتابة من اليمين إلى اليسار، ولكن لم تزل هناك تحسينات مطلوبة لجعلها أكثر قبولًا وفعالية.
٧. الأرقام العربية
لنفتخر بأرقامنا، فلطالما وُلّدت الأرقام العربية على أنها أرقام إنجليزية، فالرقم ٠ (صفر) من الصعب توليده في الذكاء الاصطناعي، إذ يعتقد بأنه عبارة عن نقطة. قد تخالفني الرأي ولكن جرب نموذجا يولد الأرقام على أشكالها العربية، قد ينجح كصورة لكن ليس كنص، فلن يكون الأمر مجد.
على الرغم من التحديات المذكورة، إلا أن التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي يتسم بالسرعة والتطور المستمر. من المتوقع أن تتواصل الجهود لتحسين فهم الذكاء الاصطناعي للغة العربية وتطوير تطبيقاته في مختلف المجالات، فلنفتخر بلغتنا العربية ونطور نماذج مخصصة للغة العربية.
بقلم: أ. روان النفيسه
رئيس الذكاء الاصطناعي – منصة بيان