بدأت الثورة الصناعية الرابعة، ومعها جاءت التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي الذي أصبح بمثابة قوة تحول رئيسية في العالم. هذه التقنية الجديدة توفر فرصا لا حصر لها للابتكار والتحسين، ولكنها تتطلب أيضًا نظرة استراتيجية لمواكبة التقدم.
الذكاء الاصطناعي، بقدرته الهائلة على تحليل البيانات بسرعة ودقة غير مسبوقة، سيغير الطريقة التي ندير بها الأعمال ونتخذ بناء عليها القرارات، فهو لا يتمحور حول القيام بالعمليات بشكل أسرع فقط، بل بشكل أكثر ذكاء وفعالية، مما يمكن الشركات بأن تواكب التقدم في سوق يتغير باستمرار.
ولكن تطبيق الذكاء الاصطناعي بسرعة وعلى نطاق واسع ليس بالأمر الهين. ويتطلب رؤية استراتيجية وتخطيطا مدروسا وتعزيز ثقافة المؤسسة التي تقدر الابتكار والتعلم المستمر والتغلب على مقاومة التغيير وتبني هذه التقنيات
في بيئة العمل.
وتبني الذكاء الاصطناعي في مجال العمل لا ينحصر فقط حول التقنية واستخدامها ومدى فعاليتها، بل حول الأشخاص أيضًا. فبينما نستغل قوة الذكاء الاصطناعي، يجب علينا أيضًا ضمان تمكين فرق العمل لدينا بالمهارات والمعرفة اللازمة لتحقيق النجاح في هذا العصر الجديد.
وللاستفادة القصوى من هذه التقنية يجب وضع الإنسان وخدمته أولا دائما وقبل أن نستبدل الإنسان بالآلة علينا أن نفكر في البدائل الوظيفية للعاملين.. وأيضا يجب أن يؤخذ في الاعتبار الاختلافات العمرية والثقافية والاجتماعية عند التعامل معها وتهيئة المستفيدين لها، كما يستحسن استخدام الاستبيانات والتقييم المستمر للتأكد من جودة الخدمات المقدمة وضمان أمانها وسلامتها، وذلك عن طريق حوكمة واضحة للاستخدامات والبيانات.
وتعتبر مدينة نيوم – مدينة المستقبل – نموذجاً لتبني الابتكار والتقنية في أبهى صوره تحقيقا لتوجهات رؤية المملكة العربية السعودية ۲۰۳۰ فالمستقبل ليس للذين يقاومون التغيير، بل لأولئك الذين يحتضنونه الذين يبتكرون بسرعة ويدخلون بجرأة إلى عالم الذكاء الاصطناعي.